الخيانة المُؤسسة.. كيف صنع "بن دغر" جيوش المنفى لتمكين الحوثي؟
اخطر الأدوار التي خدمت الحوثيين فعلاً تلك التي قام بها احمد عبيد بن دغر واستخدم فيها جشع الاخوان للسلطة والمال والمناصب والإعاشة والجوازات الديبلوماسية .
كشف الإعاشة في المنفى مثال .
كشف الإعاشة في المنفى بنى دولة المنفى وقدم معادلة مقايضة تقوم على مقابل لمغادرة البلاد وترك الساحة للحوثيين .
من يغادر للمنفى يحصل على مكافأة بالدولار .
بشرط ان يغادر للمنفى وليس للمحافظات المحررة من الحوثيين ولا حتى للمحافظات التي لم يصلها الحوثي .
صحيح كل الدول تلتزم برواتب موظفيها ومن ساهموا في بنائها والدفاع عنها ، وتلتزم حتى بدفع تعويض لمن تعرضوا للتهجير وسلبت اموالهم ومنازلهم وقطعت ارزاقهم بسبب مواقفهم السياسية من جماعات التمرد التي تسيطر على اجزاء من البلاد .
ولكن الالتزام الحكومي للمتضررين يقترن ببقائهم في مناطق تحت سلطة الدولة ، بهدف إبقائهم كتلة وطنية داخل البلاد لمقاومة المتمردين ، والاستفادة من كل شخص منهم قادر على الفعل من داخل البلاد .
وتدفع رواتبهم ومستحقاتهم كما كانت بعملة البلاد . التي تقول شرعيتها أنها تسيطر على 75% من مساحتها .وفيها مأرب النفط والغاز وسنغافوره والمواجهة المباشرة مع التمرد .
لكن مشروع دولة المنفى والأوطان البديلة ، التي يحصل فيها المنفي على رواتب بالعملة الصعبة تزيد عن رواتب الموظفين المواطنين الأصليين في بلدان المنافي بحجة انها بلدان مرتفعة في مستوى المعيشة ، لم يكن مشروع للحفاظ على الدولة ولا لمقاومة الحوثيين ، بل مشروع سياسي لإفراغ وإخلاء الداخل وتعطيل الصدام مع الجماعة الحوثية .
ولك ان تسأل نفسك ، لماذا يحصل اعلامي على مكافأة إعاشة بالدولار ان قرر الخروج للمنفى .
ساحة الاعلام وارض معركة الاعلامي في الداخل ، حيث المعركة مع الحوثي ، ولا تكون للإعلامي والإعلام اي مصداقية إلا من ارض المعركة ، والأصل ان تكون المكافأة للإعلامي والإعلام الذي يقرر مغادرة المنفى ، والعودة للبلاد والعمل من داخلها حتى تتحرر حتى لو كانت المخاطر تؤدي للموت .
ولكن مشروع بن دغر والعليمي وعلي محسن عكس اللعبة ، وحول المكافآت للمغادرين نحو المنافي ، والتهميش والتضييق وعدم الالتفات للإعلامي والإعلام المقاتل من داخل ارض المعركة .
لقد وفرت لعبة أعلام وإعلامي بالدولار في المنفى الأفضلية والمصداقية وقوة التأثير لاعلام الحوثيين وهذه فقط احدى الثمار المرة .
في ذات الوقت الذي هندس فيه بن دغر مشروع الأوطان البديلة والمكافآت المشروطة بالمنافي .
كان يهندس مشروع آخر في الداخل يقوم على منع استقرار الداخل واشعال المعارك والاستفزازات بشعار الوحدة ، وتدمير ممنهج للاقتصاد والودائع والبنك المركزي والعملة واستخدام إعلام المنفى لا في مواجة الحوثيين وانما في مواجهة الذين قاتلوا الحوثي وكسروه .
عهد بن دغر يحتاج مراكز دارسات للبحث فيه وفي كل ماخلفه من دمار شامل على كل صعيد ومستوى وللإجابة على سؤال : لماذا أدار تلك المرحلة بذاك النهج التدميري ؟
ولمصلحة من؟
|