هنا اليمن


خوفًا من إسرائيل.. الحوثيون يخلون مخابئ سرية في صنعاء وينفذون مراجعة أمنية لحماية قياداتهم
24





  • كشفت مصادر وثيقة الاطلاع في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عن قيام الحوثيين بمراجعة شاملة للإجراءات الأمنية المتعلقة بحماية قادتهم وكبار مسؤوليهم عقب الضربات الإسرائيلية التي تسببت في مقتل رئيس الحكومة غير المعترف بها، وتسعة من الوزراء، وإصابة آخرين، وبينت أن الجماعة لم تفق بعد من آثار تلك الضربات، وأنها عاجزة حتى الآن عن اكتشاف الطريقة التي تمكنت فيها تل أبيب من رصد الاجتماع. المصادر ذكرت لـ"الشرق الأوسط" أن الحوثيين أخلوا عدداً من المباني التي يُعتقد أنهم كانوا يستخدمونها مخابئ سرية في منطقة جنوب صنعاء، وهي في الغالب ملك لمعارضين لهم، وتمت مصادرتها عقب انقلابهم على الحكومة الشرعية. وقالت إن الجماعة تتوقع ضربات إسرائيلية مميتة تستهدف المزيد من القيادات على غرار ما حصل مع حكومتهم قبل نحو أسبوعين. ووفق هذه المصادر، استبقت الجماعة الحوثية الضربات الإسرائيلية التي وقعت، الأربعاء، وأخلت عدداً من المباني التي تُستخدم إما للاختباء، أو لإدارة الوضع في مناطق سيطرتهم، كما طلبوا من أسر قياداتهم استخدام الأدوار الأرضية من مساكنهم تحسباً لضربات وشيكة. وبالمثل وجّهوا المدارس والكليات الجامعية الخاصة الموجودة في تلك المنطقة بإخراج الطلاب قبل منتصف النهار للأسباب ذاتها. إخفاق أمني وبينت مصادر أمنية يمنية أن الجماعة الحوثية كثفت من حملة الاعتقالات التي طالت موظفين مدنيين وعسكريين، وآخرين عاملين لدى الأمم المتحدة، وسكاناً قريبين من المكان المستهدف بالغارات حيث قتل رئيس حكومتها ووزراؤه، إلا أنها مع ذلك لم تتمكن من الحصول على أي معلومات توضح الكيفية التي استطاعت بها تل أبيب اكتشاف موقع الاجتماع الحكومي، وموعده، واستهدافه بتلك السهولة. ووفق هذه المصادر فإن مراجعة الإجراءات الأمنية تضمنت العودة لاستخدام الأدوار الأرضية في المؤسسات الحكومية، مثل الهيئة العامة للطيران المدني، ومبنى وزارة النفط، وبعض مباني البعثات الدبلوماسية المغلقة، والمباني الملحقة بالمستشفيات، وفي الفنادق، لأنها تضم تجمعات مدنية، ويصعب استهدافها. ورأت المصادر في استمرار حملة الاعتقالات التي ينفذها الحوثيون غداة استهداف حكومتهم، والتكتم على الحالة الصحية لبقية الوزراء الذين أصيبوا في تلك الغارات، انعكاساً للتأثير البالغ الذي ألحقته الضربات الأخيرة، والتي نُظر إليها على نطاق واسع أنها تعكس اختراقاً أمنياً غير مسبوق في صفوفهم. وكانت الجماعة حرصت طوال السنوات السابقة على تقديم نفسها باعتبارها كتلة صلبة عصية على الاختراق، مع التباهي بقبضتها الأمنية على السكان في مناطق سيطرتها، واعتماد القوة المفرطة في التعامل مع أي صوت يعارض توجهاتها، أو يشتكي من سوء الأوضاع المعيشية. اختراق محتمل ومع انتشار أنباء اعتقال الحوثيين طه الصنعاني المسؤول عن التواصل المباشر مع الوزراء، وترتيب الأمور اللوجستية، والاجتماعات رفيعة المستوى، واستجوابه، خاصة أنه حضر الاجتماع المستهدف وغادره قبيل الغارة الإسرائيلية، يقول الباحث اليمني المقيم في الولايات المتحدة محمد الباشا إنه يشك في أن يكون الرجل قد جُنّد مباشرةً من قِبل الموساد، أو وكالات استخبارات إسرائيلية أخرى للتخطيط للعملية. وبشأن التكهنات بتورطه في تسريب موعد ومكان الاجتماع، يؤكد الباشا أنه يُنظر إلى الرجل على نطاق واسع أنه موالٍ مخلص، وعضو في حركة الحوثيين منذ سنوات، وليس عضواً جديداً، ورأى أن التفسير الأكثر ترجيحاً هو أن المخابرات الإسرائيلية راقبت اتصالاته، وربما تتبعت هاتفه لمعرفة توقيت ومكان الاجتماع. ورأى الباشا أن اعتقال الصنعاني يعكس جدية الحوثيين، الذين يسعون إلى تحديد ما إذا كانت اتصالاته قد استُغلت، وكيف تمت معرفة مكان الاجتماع، وما نقاط الضعف التي مكنت الضربة من اصطياد هذه الشخصيات الرفيعة. والصنعاني، المعروف أيضاً باسم طه السفياني، واسمه الحركي "أبو راغب"، يلعب دوراً محورياً في تنظيم اجتماعات مجلس وزراء الحوثيين. وهو المسؤول عن التواصل المباشر معهم، وترتيب الأمور اللوجستية، وهذا المنصب منحه وصولاً مباشراً إلى كبار صانعي القرار، ووضعه في قلب الهيكل الإداري المدني لحكومة الحوثيين. ومع أن الرجل نادراً ما يظهر وهو يقود أو يترأس اجتماعات، إلا أنه يحضر باستمرار جميع الفعاليات الرئيسة التي ينظمها رئيس الوزراء. ويبدو أنه شخص يعمل خلف الكواليس، ويؤثر بهدوء على القرارات، ويدير العمليات الرئيسة، بما فيها الإشراف على حشد السكان من كافة المناطق أسبوعياً إلى صنعاء لسماع خطبة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.





       قد يهمك ايضاً

    وفاة أسرة يمنية بحريق منزلهم في السعودية

    تركيا تفاجى الجميع وتهجم على إسرائيل وتدخل عسقلان .. تفاصيل

    توجيهات عاجلة للزبيدي إلى وسائل الاعلام

    استدعاء سعودي عاجل لـ أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى الرياض

    ”قطرة حظ” تمحو حكومة الحوثيين وتربك الجماعة سياسيًا وأمنيًا.. ما دلالات الضربة الدموية؟






    © جميع الحقوق محفوظة لموقع الحدث اليوم 2025