الدور السعودي في مواجهة جبهة اليمن المفتوحة ضد إسرائيل يتنامى
يتنامى الدور السعودي في مواجهة الجبهة اليمنية المفتوحة ضد الاحتلال الإسرائيلي المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
مؤخراً تم الكشف عن تمرين سعودي أمريكي لمواجهة ما وصفته القيادة المركزية الأمريكية في تقرير على حسابها الرسمي بمنصة إكس “خطر الطائرات المسيرة”، وهي إشارة واضحة ما تراه السعودية خطراً قادماً من اليمن كونها البلد الوحيد التي فتحت الحرب بشكل رسمي ضد الاحتلال الإسرائيلي وتستخدم في هذه الحرب سلاحين رئيسيين استراتيجيين هما (الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، والطائرات المسيرة).
في الخليج زار قائد القيادة المركزية الأمريكية الجديد الأدميرال براد كوبر أمس الثلاثاء ومعه رئيس الأركان السعودي فياض الرويلي مركز ريد ساندز “الرمال الحمراء” في أول جولة إقليمية لكوبر بصفته قائد القيادة المركزية، هذه الزيارة بحسب ما أعلنته القيادة المركزية الأمريكية تأتي في إطار “أكبر تمرين حي بالذخيرة الحية في الشرق الأوسط لمواجهة الأنظمة الجوية غير المأهولة والذي لكز على تحسين القدرة على كشف وتتبع والقضاء على التهديدات الحديثة للطائرات المسيرة”.
لم يُخف الأمريكان أن هذا التمرين سببه الجبهة اليمنية، حيث أوردت القيادة المركزية الأمريكية في تقريرها المنشور أن “إيران ووكلاؤها أطلقت في السنوات الأخيرة آلاف الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ، مما أسفر عن إصابات وقتلى بين المدنيين وتعطيل حركة الملاحة وزعزعة استقرار الشرق الأوسط”، ومما سبق يتضح أن التمرين مخصص لمواجهة جبهة اليمن المفتوحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وفيما يبدو فإن الولايات المتحدة ستستأنف التصعيد ضد اليمن بعد أن كانت قد انسحبت مهزومة من البحر الأحمر والبحر العربي بعد حملة قادها الرئيس الأمريكي ترامب بدأت في مارس وانتهت مطلع مايو الماضيين تاركة إسرائيل تواجه بمفردها تهديدات الجبهة اليمنية التي لا تزال حتى اليوم تهدد الاحتلال وتفرض عليه حصاراً لملاحته البحرية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب وصولاً إلى شمال البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس، لكن الواضح هذه المرة أن واشنطن تبحث عن شركاء لها في مواجهة الجبهة اليمنية بما يخفف عليها ضغط وعبء الاستنزاف المالي الباهض الذي تتكبده لقاء مواجهتها الهجمات اليمنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والتي تحاول اعتراضها واشنطن بصواريخ وأنظمة اعتراض مكلفة جداً يصل قيمة الصاروخ الواحد منها إلى 6 ملايين دولار بحسب أرقام وإقرارات عسكرية أمريكية رسمية وإحاطات رسمية لقيادات البنتاغون أمام لجنة الأمن والدفاع التابعة للكونجرس الأمريكي.
الدور السعودي المتنامي مؤخراً في الانسياق نحو مواجهة صنعاء خدمة للاحتلال الإسرائيلي وتنفيذاً لإملاءات الولايات المتحدة، لم يقتصر على هذا التمرين الخاص بمواجهة المسيرّات اليمنية، بل سبقه أيضاً الإعلان رسمياً من قبل السعودية بلسان سفيرها لدى اليمن وهو الذي يوصف بأنه الحاكم الفعلي للمناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب اليمن، محمد آل جابر، عن مشروع مشترك بين بلاده وحكومة عدن والمملكة المتحدة البريطانية لتأمين الملاحة البحرية قبالة المياه الإقليمية اليمنية ومكافحة ما وصفها السفير آل جابر بـ”القرصنة والتهريب”، وهذا المشروع يشمل تدريب لقوات خفر السواحل التابعة لحكومة عدن التي يقودها رشاد العليمي و7 أعضاء من قيادات الفصائل المسلحة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، ووظيفة هذه القوات فيما يبدو لن يخرج عن كونه محاولة لمنع القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء من استمرار فرضها حظر الملاحة الإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر، خصوصاً وأن دوراً كهذا كانت قد بحثت عنه قيادات في المجلس القيادي الرئاسي في عدن أبرزهم طارق عفاش الذي يحتفظ بمسلحين ممولين من الإمارات في الجزء الجنوبي للساحل الغربي الممتد من جنوب محافظة تعز حتى باب المندب، والذي حاول استجلاب دعم أمريكي مباشر له تحت غطاء تأمين حركة الملاحة البحرية من هجمات من يسميهم طارق عفاش بـ”أذرع إيران الحوثيين” في إشارة لحصار اليمن لملاحة الاحتلال وقطع حركة سفنه من البحر الأحمر.
|