فرار متهمين بقتل افتهان لهذه المدينة
ورد للتو، تأكيد فرار باقي المتورطين بجريمة اغتيال مدير عام صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، افتهان المشهري، من تعز إلى واحدة من المدن الخاضعة لسيطرة طارق عفاش قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، وتأمين الحماية لهم من الملاحقة.
جاء هذا في تصريح للناشطة الحقوقية والسياسية، حائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، نشرته على حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي، وأكدت أن مطلوبين امنيا في جريمة اغتيال افتهان المشهري وجرائم قتل اخرى، فروا إلى مديرية المخا، ويحظون بحماية طارق عفاش، لارتباطهم وجرائمهم في تعز به.
وقالت توكل كرمان في تدوينة: "الحملة الأمنية في تعز اعتقلت حتى الآن عشرات المطلوبين أمنيًا، تبقى المطلوبين الذين فروا إلى مديرية المخا". واردفت قائلة: "أدعو الحملة الأمنية بالتوجه إلى هناك للقبض عليهم وعلى زعيم القناصة طروقة إن اقتضى الأمر ، المخا واحدة من مديريات تعز". مختتمة بقولها: "بوركتم أيها الأبطال".
يأتي هذا بعدما فاجأت الناشطة الحقوقية والسياسية، توكل كرمان، طارق عفاش بخطاب مباغت ومربك له ومكتبه السياسي ووسائل إعلامه، على خلفية الحملة الامنية لضبط المتورطين بجريمة اغتيال افتهان المشهري، واستغلال طارق عفاش الجريمة، لمد نفوذه في تعز، ضمن مساعيه لاستكمال السيطرة على مديرياتها.
تفاصيل: توكل كرمان تفاجئ طارق عفاش
وصباح الاربعاء (24 سبتمبر)، كانت توكل كرمان، خاطبت ملايين المواطنيين المحتشدين للمطالبة بضبط قاتلي افتهان المشهري وتقديمهم للعدالة، بقولها في تدوينة: "المهم الآن القبض على القاتل محمد صادق (الملقب الباسق)، العفافيش وطروقة إذا تمادوا أكثر، با نجري بعدهم بكرتون طماط ، لا تقلقوا".
معقبة على تعليقات سياسيين وناشطين دعوها الى التركيز الان على ضبط القتلة ثم التفرغ لمن يحيكون الشر لتعز، قائلة: "هذا بالضبط ما أؤكده: القبض على القتلة أولاً، وتقديمهم للعدالة ليذوقوا وبال أمرهم ، أما طروقة والعفافيش الذين يستغلون الجريمة فأمرهم سهل ، بانجري بعدهم بسلة بعار ، والله وبالله".
وعقب تمكن الحملة الامنية من قتل المتهم الرئيس، قالت توكل كرمان منتصف ليل الاربعاء (24 سبتمبر) في تصريح نشرته على حساباتها بمنصات التواصل: "إلى شلة طروقة: أتفهم أنكم مقهورين جدا من تحييد القاتل والقبض على بقية القتلة في قضية الشهيدة إفتهان، غاية المنى كانت لديكم أن يظلوا فارين من وجه العدالة!".
مضيفة في تدوينة اخرى على حسابها بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي: "هناك من إسودت وجوههم من القبض على العصابة وإرداء القاتل محمد صادق ، إنهم حزينون جدا جدا ، فاتت عليهم الفرصة عزوهم وواسوهم لو سمحتم، تعرفونهم جيدا، طروقة والمطروقين أحدهم فحسب".
وعلقت توكل كرمان، على تأكيد الناشط السياسي عادل الشرجبي بشأن مقطع فيديو المدعو محمد صادق سرحان المخلافي (الباسق) المتهم الرئيس بقتل افتهان المشهري، قبل مقتله لدى مقاومته الحملة الامنية، وأن من لقنه الكلام "اهبل وعبيط"، بقولها في تدوينة: "ومتى كان طروقة غير هبيلة ؟!!!!".
في المقابل، خاطبت توكل في تدوينة حماة تعز، بقولها: "تعظيم سلام لقوات الأمن والجيش في تعز التي أدت مهمتها على أكمل وجه في ملاحقة قتلة الشهيدة افتهان، اقتحمت وكر العصابة، ألقت القبض على جميع القتلة والعديد من المفسدين في الأرض، وأردت القاتل المباشر محمد صادق بعد اشتباك معه".
مضيفة: "هذا هو المطلوب ، فعلتم ماهو مطلوب وجنبتم تعز شر فتنة عظيمة، ألف تحية ، وكما قلت ، بالنسبة لطروقة والمطروقين لا تخشوهم ولا تقلقوا من استغلاهم السيء للجريمة، بانكردهم بسلة بُعار إن اقتضى الأمر، تالله وبالله". مرفقة "صورة مساعد مدير أمن تعز يحمله المتظاهرون بعد إنجاز المهمة".
وأصدرت ادارة امن تعز، الاربعاء (24 سبتمبر) اعلانا سارا ابهج عشرات الملايين من المواطنين في اليمن عموما، وتعز خصوصا، أكد القبض على 5 متهمين معاونين بجريمة اغتيال مدير صندوق النظافة والتحسين في تعز افتهان المشهري، ومقتل المتهم الرئيسي محمد صادق سرحان المخلافي (الباسق) لدى مقاومته الحملة الامنية.
تفاصيل: بشرى سارة تبهج اهالي تعز (فيديو)
سبق هذا، كشف الشيخ حميد عبدالله بن حسين الاحمر، لأول مرة، المستور من خفايا الاوضاع في تعز وما يحاك لها، محذرا ابناء تعز من الوقوع في الفخ بما في ذلك نوايا طارق عفاش لتعز، وغايات استغلاله جريمة اغتيال افتهان المشهري، وانها ضمن مساعيه ومن ورائه الامارات لاستكمال السيطرة على تعز.
تفاصيل: حميد الاحمر يكشف المستور (اعلان)
تزامن اعلان الشيخ حميد الاحمر مع إعلان طارق عفاش، ضم محافظة تعز الى حكمه المباشر لمديريات تعز والحديدة على الساحل الغربي لليمن، الخاضعة لسيطرة قواته و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات، مستغلا جريمة اغتيال مديرة صندوق نظافة وتحسين تعز، افتهان المشهري، لمد نفوذه في تعز.
تفاصيل: طارق عفاش يعلن ضم تعز رسميا
وترافق استغلال طارق عفاش جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، افتهان المشهري، في الظهور بواجهة المشهد حاكما مسؤولا عن تعز، مع حملة واسعة لسياسيي واعلامي وناشطي طارق عفاش تروج لـ "تسليم تعز لقوات طارق عفاش، بعد فشل قوات الجيش والامن في بسط الامن".
بالمقابل ثارت موجة غضب وسخط واسعة بين اوساط السياسيين الاعلاميين والناشطين في تعز. معبرين عن "رفض تعز اي تدخل من جانب طارق عفاش" او "محاولة الظهور على حساب آلام واوجاع تعز". ومذكرين بأن "تعز لم تشف بعد او تنسى جراحها الغائرة وآلاف شهدائها بقناصة طارق عفاش".
وخاطبت الناشطة الحقوقية والسياسية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، حشود المواطنين المحتجين في تعز للمطالبة بضبط قتلة مدير عام صندوق النظافة والتحسين في تعز افتهان المشهري، واقالة محافظ تعز نبيل شمسان وقائد الجيش الوطني بمحور تعز اللواء خالد فاضل.
تسيطر قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات بقيادة طارق عفاش، على عدد من مديريات محافظة الحديدة، ومديريات محافظة تعز وفي مقدمها المخا وميناؤها، ويستحوذ على ايرادات ميناء ومطار المخا، في وقت تشكو تعز من تأخر صرف رواتب موظفيها.
ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، رئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي" الممول من الامارات، بالسعي لزعزعة امن تعز عبر خلايا الاغتيالات وعصابات مسلحة، لنشر الفوضى في المدينة وتأجيج السخط الشعبي، ضمن مساعي الامارات لتأمين سيطرتها على مديرية وميناء المخا، واجتياح ريف تعز وصولا الى لمدينة تعز.
يُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في الانقلاب على الرئيس هادي في سبتمبر 2014م، ثم فراره من صنعاء وتجميع قواته للساحل الغربي.
وشارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، استطاع الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
تمكن طارق عفاش خلال اقل من عام، من الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".
وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.
جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.
بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، بضغطه على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية) وغربه (طارق عفاش).
ميدانيا، تفاقمت معاناة ملايين المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وجباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش وشركات حاشيته بقطاع الخدمات.
كما انتشرت في مديريات الساحل الغربي المحررة، سجون غير قانونية، تضم آلاف المعتقلين لانتقادهم او اعتراضهم على ممارسات قوات طارق ونفوذ الامارات، وكان اخر ابرز جرائمها قتل المعتقل التهامي علي شجيعي تحت التعذيب، بسجن معسكر "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لجرائم مماثلة، وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف.
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
|