ورد للتو.. توجيهات إخلاء تعز تكشف تفكيك النفوذ العسكري للإخوان.. والعرادة يظهر بلواء في جيش "مُلغم" بالقاعدة
ورد للتو.. توجيهات إخلاء تعز تكشف تفكيك النفوذ العسكري للإخوان.. والعرادة يظهر بلواء في جيش "مُلغم" بالقاعدة
تصدرت محافظة تعز واجهة الأحداث كبوابة محتملة لتفكيك نفوذ حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، حيث بات الحزب يواجه ضغطاً متزايداً ينذر بحله، خصوصاً مع تواتر الأدلة على ارتباطه بتنظيم القاعدة والتوجهات الأمريكية المتصاعدة لتصنيفه ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.
وقد بدأت مؤشرات هذا التفكيك بتوجيهات حاسمة أصدرها محافظ تعز نبيل شمسان بصفته رئيساً للجنة الأمنية، حيث أمر القيادات الأمنية والعسكرية، وتحديداً قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، ومدير عام الشرطة العميد منصور الأكحلي، والعميد سالم عبده فرحان (مستشار قائد المحور ورئيس لجنة تسليم المنشآت)، بـالإخلاء والتسليم الفوري لكافة المنشآت والمباني والممتلكات العامة والخاصة التي يتم السيطرة عليها خارج الأطر القانونية، وشدد شمسان على سرعة الإخلاء وتخصيص أطقم من الحملة المشتركة للتحرك فوراً بقيادة فرحان للقيام بالمهمة، مع ضرورة العرض بالنتائج عاجلاً.
وفي سياق متصل، وجه المحافظ مدير شؤون المغتربين في المحافظة بالبدء فوراً في إطلاق إعلان لتلقي الشكاوى والتظلمات من المغتربين بخصوص منازلهم وأراضيهم المسيطر عليها بصورة غير قانونية، وتكليفه بوضع آلية لمتابعة هذه الطلبات لدى الجهات المعنية والعرض بنتائجها أولاً بأول، بهدف تعزيز سيادة القانون وإنهاء ملفات السيطرة غير القانونية.
يتزامن هذا التحرك الإداري والأمني مع كشف الصحفي البارز رضوان الهمداني معلومات خطيرة تؤكد تغلغل خلايا القاعدة في مفاصل الجيش برعاية قيادات تابعة لحزب الإصلاح.
حيث أشار الهمداني إلى تورط قيادات عسكرية إصلاحية في حماية وتعيين عناصر مصنفة على قوائم الإرهاب، وضرب مثلاً بـاللواء أمجد خالد، المتهم بقيادة خلية إرهابية متورطة بمحاولات اغتيال، ومنها استهداف محافظ عدن، والذي كان قائداً للواء النقل ضمن تشكيلات الحماية الرئاسية تحت نفوذ الإخوان سابقاً.
ورغم صدور قرار إقالته من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وصدور حكم قضائي بإعدامه، إلا أن خالد فرّ إلى مدينة التربة جنوب تعز، الواقعة تحت سيطرة الإخوان، حيث مُنح ملاذاً آمناً.
والأخطر هو صمت قيادات الإخوان تجاه تهديد أمجد خالد مؤخراً بكشف تفاصيل تنسيقه الكامل مع قيادات إصلاحية، مما دفعهم لتجنب إثارة الملف علناً خشية انهيار تحالفاتهم السياسية.
وفي مشهد صادم آخر، تداول ناشطون صوراً تظهر خالد العرادة، المصنف أمريكياً كقيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو يتجول إلى جانب رئيس هيئة الأركان العامة خلال زيارة لمأرب، حيث مُنح العرادة رتبة "لواء" في الجيش اليمني بقدرة حزب الإصلاح، ويواصل الظهور في مواقع حساسة بمأرب، التي تعد اليوم المعقل الأكبر لسيطرة الإخوان.
وخلص الهمداني إلى أن "الإخوان لغموا الجيش بعناصر إرهابية، والخارج يرى ويسمع ولن يتسامح مع جيش تحت نفوذ متطرفين"، ما يفسر الضغوط الدولية لوقف أي تقدم عسكري نحو صنعاء.
وتزامناً مع هذه التطورات، كشف الصحفي المستقل محمد سعيد الشرعبي ما وصفه بـ"رأس الأفعى" في الإنقلاب الأمني بتعز، موجهاً اتهامات مباشرة ضد مسؤولين وقيادات تابعة لحزب الإصلاح بالوقوف خلف سلسلة من الجرائم الغامضة.
واشتدت حملة الشرعبي مؤخراً مع قضية اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين افتهان المشهري، حيث أطلق الشرعبي اتهامات مباشرة ضد أمين عبده سعيد الحبشي، واصفاً إياه بأنه "المسؤول الأمني السري لتنظيم الإخوان في تعز" ويدير "فرقة إجرامية خاصة بالقتل".
وأشار إلى أن أحد أفراد هذه الفرقة، ويدعى هدام السوائي، متهم بالعديد من جرائم القتل ويتمتع بحصانة من الحبشي، كما اتهم الشرعبي يحيى إسماعيل، مدير مديرية جبل حبشي، بأنه "مطلوب أمنيًا" على ذمة اقتحام منزل المحافظ السابق أمين محمود وقتل الحارس ونهب وإحراق المنزل.
وفي قضية قتل الطفل محمد جعفر ديان، وجه الشرعبي أصابع الاتهام إلى محمود الأزرق (التابع لعبده فرحان "سالم") و"شخص آخر يدعى أحمد الغزالي".
وقد أثار كشف الشرعبي غضب قيادات الإصلاح، حيث قام فائد دحان، أحد عناصر الحزب في فريق عضو مجلس القيادة عبدالله العليمي، بتحريض مبطن ضد الشرعبي، وهو ما قابله الشرعبي بتحذير مباشر لدحان، مؤكداً أنه سيتحمل المسؤولية كاملة مع جهازه السري.
كما علّق الصحفي المستقل سعيد بكران على تحريض دحان واصفاً إياه بـ"الخطير والشيطاني" وأشاد بزميله الشرعبي ووصفه بـ"محارب شجاع للتنظيم الإرهابي القذر".
وعليه، فإن حزب الإصلاح يجد نفسه في خضم عاصفة محلية ودولية، حيث تُستخدم تعز اليوم كبوابة لسحب البساط من تحت أقدامه تدريجياً، مع ثبوت تغلغل عناصره المصنفة إرهابياً في الجيش، الأمر الذي يعزز التوجهات الأمريكية لتصنيفه كمنظمة إرهابية، ما يجعل حل الحزب من قبل الحكومة الشرعية مسألة وقت لا أكثر في ظل هذه الضغوط المتراكمة.
|