“تل أبيب” تمزق شروط بن سلمان وتحذر السعودية من “وهم الضغط” للتطبيع
تفجّر غضب غير مسبوق داخل “حكومة نتنياهو” بعد أن رفعت السعودية سقف شروطها للتطبيع، لتشعل” تل أبيب” هجوماً مضاداً اتهم المملكة بـ”الابتزاز” ومحاولة ليّ ذراع “واشنطن وتل أبيب” في آن واحد، وفق مصادر إسرائيلية.
فقد خرج “وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين” بتصريح حاد قائلاً: “إذا كان ثمن التطبيع دولة فلسطينية تهدد أمننا… فليذهب التطبيع إلى الجحيم.”
وقال كوهين: “إن التطبيع لن يتم إذا كان مشروطاً بالمساس بأمن إسرائيل، مضيفاً أن صفقة مقاتلات F-35 للسعودية ما زالت غير محسومة، وأن إسرائيل ستقاتل للحفاظ على تفوقها العسكري مهما حاولت الرياض الضغط عبر واشنطن”.
وبينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف السعودية “حليفاً رئيسياً من خارج الناتو” ووقّع اتفاقية دفاع استراتيجية مع ابن سلمان، انفجرت في الخلفية حرب تصريحات تكشف حجم التوتر الدفين بين تل أبيب والرياض.
بدورها وصفت صحيفة “معاريف الإسرائيلية” المطالب السعودية، دولة فلسطينية، مقاتلات F-35، وضمانات نووية، بأنها محاولة ابتزاز سياسي تستغل حاجة الولايات المتحدة لبناء تحالف جديد في المنطقة.
لكن الضربة الأكبر جاءت من المستشرق الإسرائيلي إيدي كوهين، الذي أطلق فيديو ناري هاجم فيه الرياض بحدة غير مسبوقة، قائلاً: “تريدون F-35؟ تريدون دولة فلسطينية؟ تريدون اتفاقاً نووياً؟ احتفظوا بشروطكم… وضعوها مع القطريين والكويتيين!”
واتهم كوهين، السعودية بأنها تتصرف كـ”مبتز” يسعى لانتزاع كل المكاسب قبل أي اتفاق، مضيفاً بلهجة ساخرة: “عشنا 80 سنة بدونكم… وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى”، كما اتهم الرياض بتقليد الأسلوب المصري في “ابتزاز” واشنطن وتل أبيب، محمّلاً ابن سلمان مسؤولية تعقيد ملف التطبيع.
بدورها وصفت دوائر سياسية في “تل أبيب” الموقف السعودي بأنه شقّ مفاوضات إلى معركة نفوذ، معتبرة أن الرياض تريد تحويل التطبيع إلى صفقة ضخمة تتجاوز العلاقات الثنائية وتمسّ موازين القوى العسكرية في المنطقة، مؤكدة ” أن أي تطبيع مبني على شروط ثقيلة ليس سلاماً، بل اتفاقاً مُكرهاً مليئاً بالتوترات”.
وبحسب المصادر/ واشنطن تدفع بقوة لربط الرياض وتل أبيب في تحالف جديد ضد إيران، لكن تصريحات كوهين وإيدي كوهين تكشف حجم الرفض “الإسرائيلي” لأي تطبيع تقوم السعودية فيه بدور “المُملي والمتشدد”.
وخلافا للمصادر الإسرائيلية التي تفيد اشتداد السجال، يبدو أن ملف التطبيع يدخل مرحلة مصارحة علنية بلا مجاملات، وبصياغة تشبه الإنذارات أكثر من كونها مفاوضات، يرى مراقبون أن هذا السجال الصوري محاولة إسرائيلية لتلميع صورة محمد بن سلمان الحليف الرئيس لواشنطن وتل أبيب ويخفي وراءه تفاهمات سرية كما تريد تل أبيب.
|