ورد الآن.. “هضبة النار” تشعل جبهة صراع جديدة عقب “اتفاق غامض” أسقط “أهداف الإنتقالي” و”عزل الإصلاح” رسميا وتوكل ترد بالتصعيد(التفاصيل)
وبهذا المشهد، انتهى “الاستفتاء الشعبي” إلى فضيحة سياسية موثقة بالصور، أكدت أن زمن الزخم الانفصالي في الجنوب قد ولّى.
وفي مشهد متناقض، خرج المرتزق عيدروس الزبيدي في خطابٍ متلفز، متجاهلًا الهزيمة الميدانية والضغوط السعودية، متباهيًا بما وصفه بـ”الانتصارات العظيمة” في حضرموت والمهرة. وخلال الاجتماع الذي عقده في عدن مع قيادات المجلس، أعلن الزبيدي أن المرحلة المقبلة ستكون “مرحلة بناء مؤسسات دولة الجنوب العربي”، مدّعيًا امتلاكه “تفويضًا شعبيًا”، رغم انكشاف زيف هذا الادعاء بالصورة الجوية الأخيرة.
وفي مفارقة لافتة، ورغم التوتر المتصاعد مع الرياض، وجّه الزبيدي شكره للسعودية على دعمها السياسي والعسكري، في محاولة يائسة لترميم العلاقة وتخفيف وطأة الضغوط المفروضة عليه. وأكدت مصادر مقربة أن خطابه جاء كمحاولة لامتصاص غضب أنصاره بعد الاتفاق السعودي–الإماراتي الذي قضى عمليًا بتجريده من أهم مكاسبه في الشرق.
ويجمع المراقبون على أن ما يجري اليوم في الجنوب والشرق هو تحول استراتيجي عميق، حيث دخل التحالف السعودي–الإماراتي مرحلة التآكل الداخلي والصراع المفتوح على الثروة والنفوذ. وتسعى الرياض لتثبيت قبضتها على منابع النفط وملف التسوية السياسية، فيما تحاول أبوظبي الاحتفاظ بموقعها في البحر والموانئ عبر الانتقالي الذي يترنح سياسيًا وشعبيًا.
أما ميدانيًا، فإن الانقسام داخل الفصائل والاغتيالات المتكررة والشلل الأمني كلها مؤشرات على أن الجنوب بات يعيش مرحلة ما قبل الانفجار الكبير، وأن ما يُسمى بـ”التحالف العربي” لم يعد سوى تحالفٍ متشظٍ تتنازعه الولاءات والمصالح.
هذا التحول يأتي بعد أسابيع من التصعيد الإماراتي في تلك المحافظات، ما أثار تساؤلات حول طبيعة الصفقة وحدود النفوذ الجديدة في أهم مناطق اليمن الاستراتيجية.
اليمن اليوم أمام تحول استراتيجي غير مسبوق، حيث انكشفت الأقنعة وسقطت شعارات “التحرير والاستقلال” أمام واقع السيطرة الأجنبية والصراع الخليجي. أما “الانتقالي” الذي كان يرفع راية الانفصال، فقد تحوّل إلى أداة مكسورة في يد الإمارات، تُستخدم حينًا وتُرمى حينًا آخر، بينما الشارع الجنوبي قال كلمته بوضوح: لا تفويض.. ولا حشود.. ولا شرعية للخونة.
|